محمد ألبو عزيزي دق ناقوس الثورات العربية



بسبب فساد الأنظمة العربية والاستبداد وإستيلاء المسؤولين الكبار ورجال الاعمال المقربين من السلطة على ثروات الشعوب فيما يترتب على قهر وحقد الشعوب على حكامها ،

أما الفساد وأنواعه فمنتشر في جميع المؤوسسات والمجتمعات العربية فقد أصبح هذا الأمر شائعاً في جميع الدول والأنظمة
فقد تجاهلت جميع الأنظمة الأستبدادية مطالب شعوبها

فكانت الحقيقة هي الإطاحة بهذه الأنظمة المارقه وتبين بعد سقوط الأنظمة الحالية
الحجم الهائل من الفساد الأداري والمالي والإستيلاء على ثروات الشعوب وعدم المحاسبة من قبل الأنظمة
شجع المفسدين في تنامي وإستمرار الفساد وعدم حل لمشكلة البطالة فهي السبب الرئيسي للمشكلة ،

طارق الطيب بن محمد البو عزيزي والمعروف بمحمد البو عزيزي وشهرته بوسبي والذي توفى في ٢٠١١/١/٤ عن عمرا يناهز ٢٦ عام
بعد ثلاثة أسابيع من إحراقه لنفسة في المستشفى ،

كان محمد من عائلة مكونة من ستة أفراد أحدهم معاق وكان والده عاملاً في ليبيا وتوفى عندما كان محمد عمره ثلاثة سنوات
فتزوجت أمة من عمه

فكان محمد يحمل الشهادة الجامعية ولم يحصل على أي وظيفة فقد قام بطلب التوظيف في الجيش فتم الرفظ وإلى عدة جهات وعدة وظائف فتم التعامل معها بالرفظ أيضاً

فقام بإستئجار عربة لبيع الخضار والفاكهة فيأتي في آخر اليوم وهو سعيد بإصراره وعزيمته بتوفيره بعض من المال فكان بذهب لإمة ولأخية المعاق ليوفر لهم إحتياجاتهم ومتطلباتهم ،

فبدأ بشراء العربة وبدأ الطلب يزداد على فاكهة محمد البو عزيزي لحسن تعامله ومذاق فاكهته فكان العائد الشهري ١٤٠$ شهرياً فقط فكان سعيداً بهذا المبلغ البسيط




فكانت السلطات تطارده بشكل إسبوعي حيث قدمت عليه الشرطية ( فادية حمدي ) وطلبت منه تسليم العربة للبلدية فرفض بشدة بعد أن إحتدم النقاش فقام عمه بالتدخل بإقناع الشرطية فادية حمدي بأن محمد يريد طلب الرزق فقط فلم تتركه فذهب العم إلى مأمور الشرطة وطلب منه المساعده فإستجاب المأمور له فطلب المأمور من الشرطية فادية حمدي أن تدعه وشأنه ،

ذهبت الشرطية إلى السوق مرة أخرى وبدأ بمصادرة البضاعه ووضعت الفاكهة في سيارتها فقاومها فدفعته وضربته بهراوتها ثم حاولت أن تأخذ ميزان الفاكهة فقاومها مرة أخرى فدفعته أرضً وأخذت الميزان منه فقامت بتوجيه صفعة ( الثورة )على وجهه أمام حوالي ٥٠ شاهد ،

عندها إنفجر يبكي من شدة الخجل فذهب مرة أخرى إلى مسؤول المدينة فطرده وبصقه عليه وتلفظ عليه بالفاظ بذيئه جارحه
فقام محمد البو عزيزي بالوقوف أمام مبنى البلدية وسكب على نفسة ( التنر ) مادة سريعة الإشتعال فأضرام النار في نفسة إحتجاجاً على قيام السلطة من وزارة البلدية والداخلية في مدينة سيدي بوزيد بمصادرة العربة ،
 

تسارعوا الناس لإخماد الحريق وأحضروا طفايات الحريق وإتصلوا على الإسعاف فلم تصل إلا بعد ساعة ونصف

فقام الرئيس زين العابدين بن علي بزيارته بالمستشفى
وقدم له شيك بقيمة ( ١٠ الاف دينار تونسي ) أي ما يعادل ( ٧ الاف دولار أمريكي )إلا أن الشيك صودر منه بعد إجراء العملية له
وقالت الأم لم نحصل على أي شي ،

توفى محمد بعد ثلاثة أسابيع في المستشفى من أثر الحريق الشديد الذي لحق به

فكانت البداية الأساسية للثورة التونسية هي ( ثورة الياسمين ) بدأ الشارع التونسي بالتعطف الشديد مع الحادث فبدأ الغضب الشعبي وإتسعت رقعت الإحتجاجات إلى أن عمت جميع أنحاء مدن تونس الخضراء ،

بدأت التنازلات من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لإمتصاص غضب الشارع التونسي فلم يستجيب الشارع لهذه التنازلات فقال كلمته الشهيرة ( أنا إفهمتكم ) ففر هارباً في طائرته يحلق بالسماء طالباً اللجوء فلم تستقبله أي دولة فستقبلته المملكة العربية السعودية ،

طالبت أم محمد البو عزيزي الحكومة التونسية الجديدة بأن تقتص من الشرطية ( فادية حمدي ) أمام الناس لإنها السبب الرئيسي بوفاة إبنها محمد حين قام بإحراق نفسه بسبب الصفعه المشهورة ،

فقد حكمت الحكومة التونسية بحق الشرطية ( فادية حمدي ) صاحبة ( صفعة الثورة ) بالسجن خمسة سنوات

تمت إقامت تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية - باريس

ختاماً نترحم على محمد البو عزيزي الذي مات مقهوراً من أجل كرامته وليس من أجل لقمة العيش والذي ساهم في
إسقاط نظام دآم حكمه ٢٣ سنة من الظلم والإستبداد وقمع للحريات وعدم مراعاة لحقوق الإنسان ونترحم على كل أرواح الشباب الحر الذي دافع ثوراته
.... مشاري السند .... الكويت

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Free Web Hosting